الاستاذ ياسين دهوس حارس المرمى ورائد فصول التقوية والكورال بميت ابو الكوم - ميت ابو الكوم

Breaking

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

الاستاذ ياسين دهوس حارس المرمى ورائد فصول التقوية والكورال بميت ابو الكوم

تحقيق : سمير قنبر
 16-9-2013
الاستاذ ياسين دهوس، لا يمكن لاجيال السبعينات والثمانينات ان لا يكون بذاكرتهم الطفولية صورة له وحتى الان؛ لا يمكنك ان لا تميزه بصوته الاجش العميق وشاربه الكثيف. 

من مواليد عام 1955م، ولد ونشأ في بداية حياته بالقاهرة وتحديدا: حي المرج نظرا لعمل والده بهيئة السكك الحديدية ثم انتقل في عمر العشرة سنوات للاقامة في قريته الاصيلة ميت ابو الكوم. 
لم يحدثني كثيرا عن مرحلة الطفولة في القاهرة ولكن انتقلنا مباشرة الى بداية حياته في قريتنا الطيبة والتى بدأت بتكوين مجموعة الاصدقاء من نفس السن والجيل بعد الالتحاق بالمدرسة الاعدادية ومن بعدها دبلوم المدارس الثانوية التجارية .
وعن تلك الفترة يتحدث بعمق الكلمات حول الادب والاحترام والاسس التى كانت موجودة فيما بين الصغير للكبير والتلميذ لاستاذه فهو احد افراد الجيل الذين انضموا لمجموعة وكوكبة الاصدقاء تحت رعاية المرحوم الفاضل (حمدي عبد اللطيف) والذي كان طالبا بكلية الزراعة جامعة القاهرة ومحبا لكرة القدم مما دفعه لتكوين وتأسيس فريق ميت ابو الكوم لكرة القدم وكان الاستاذ ياسين هو حارس مرمى فريق ميت ابو الكوم
وكان ملعبهم الرئيسي للتدريب واقامة الدورات الرياضية هو ملعب المدرسة الابتدائية بميت ابو الكوم والذي كان الملتقى الاول والاوسع لكل الاجيال وعن تلك الفترة من تعلقه بلعب كرة القدم يتحدث الاستاذ ياسين عن قيمة الاحترام بين الكبير والصغير حتى في الملعب فيذكر موقف سريع
الصورة على الشمال لفريق كرة قدم بميت ابو الكوم في اواخر السبعينات بقيادة المرحوم حمدي عبد اللطيف في المنتصف وما استطعنا التعرف عليهم من الصورة ايضا 

  • الحاج عبد الوهاب غباري
  • المهندس صبحي قنبر
  • الاستاذ علام الافندي
  • الحاج طارق سالم
  • الاستاذ فتحي صلاح


عندما كان يقف حارسا للمرمى واخيه الاستاذ علاء يلعب امامه كمدافع فى مواجهة هجمة كروية يقيادة المرحوم حمدي عبد اللطيف فقال مهللا لاخيه 
اهجم عليه يا علاء فالكرة على قدمه اليسرى وهو لا يصوب ابدا بها 
اهجم عليه قبل ان ينقلها على اليمنى ويصوب 
فكما كان معروف ان المرحوم الاستاذ حمدي عبد اللطيف اذا كانت الكرة على يساره فلن يصوب ابدا اما اذا كانت على اليمنى فهي في الشبكة لا محاله فتصويباته كانت كالصواريخ 
ولان المباره كانت حامية والكل مشدود فقد خرجت منه الكلمات دون شعورا فلم يجد الا والاستاذ حمدي رحمه الله قد توقف تماما وترك الكرة ونظر له فقط .
يقول الاستاذ ياسين والله توقفت عن الذهاب لملعب المدرسة لمدة اسبوع كامل وبعد الاسبوع ذهبت ولم تأتيني جرأة تجعلني اذهب للملعب مباشرة بل جلست على الرصيف بجوار كراسي الانتظار الخضراء حتى نادني هو لنزول الملعب 
كم كان الاحترام والادب وتبجيل الكبير شيء مهم جدا وفعال اما اليوم فلقد ابتعدت منذ سنوات طويلة عن مركز الشباب بعدما رأيت وقد تغير ذلك ولم يعد هناك مثل هذه القيمة
من هذا الكلمات الجميلة اذكركم بزيارة النادي الاهلي في اوج مجده الكروي عندما اقيمت مبارة بين الاهلي وفريق ميت ابو الكوم في السبيعينيات على ملعب المدرسة الابتدائية مع حضور معظم اهالي القرية والسيد عصمت السادات صاحب الدعوة والكثير من ادارة النادي الاهلي 
في الصورة على الشمال الاستاذ ياسين دهوس حارس مرمى فريق ميت ابو الكوم في مواجهة شطا لاعب النادي الاهلي من مجلة اخر ساعة 

من هذه القيمة الجميلة الى دورك الاجتماعي في خدمة قريتنا وتحديدا جمعية تنمية المجتمع وفصول التقوية والكورال ؟
- اولا: جمعية تنمية المجتمع وجمعية النهضة ؟
- لم ابتعد عن جمعية النهضة الاسلامية وجمعية تنمية المجتمع الا مؤخرا ولكنى شاركت في تأسيس جمعية النهضة الاسلامية بالقرية وكنت احد الاشخاص الذين يجمعون اية تبرعات ونحن ندور على ابواب المنازل لانشائها والحق يقال ان الفاضل (حمادة قنبر) قد باع بقرة للمساهمة في انشاء هذه الجمعية بعد ان فشلت عملية جمع التبرعات فقد كنا نلقى مواقف سيئة جدا من البعض بالاضافة لبعض الشتائم وكنا نضحك ونكمل وبعدها كنت عضو مجلس ادارتها وكان باقي المجلس من افضل واشرف الناس في قريتنا واستمر عملي بها. واظنك تذكر جيدا ايام ما كان مشروع الالة الكاتبة يتبع لجمعية النهضة والمستوصف الخيري وغيرها، ثم شاركت ايضا في جمعية تنمية المجتمع كعضو مجلس ادارة ثم رئيس مجلس الادارة وتبنيت فكرة انشاء عمائر سكنية للشباب على اراضي الجمعية الا ان ميزانية وتكلفة البناء تخطت مليون جنيه لعدد 2 عمارة مما جعل الكل يخاف ويتراجع عن اتخاذ القرار مما جعلني ايضا اتراجع وطوال كل هذا السنوات سواء كنت عضو بمجلس الادارة او لا فقد كنت دائما قريب ومتواجد ومشارك بالرأي. 
- ثانيا: فصول التقوية بالمدرسة الابتدائية ؟

الصورة على اليسار لفريق كورال المدرسة بقيادة الاستاذ ايمن هلال والاستاذ محسن قصالي ارجو من الكل التدقيق ومعرفة من هم الاطفال في الصورة
- فصول التقوية بدأت على يد المرحوم حمدي عبد اللطيف عام 1970 م وكنا كلنا مازلنا ندرس وهو كان طالبا بكلية الزراعة وبدأت بان جمعنا من بعض مبالغ صغيرة جدا لشراء طباشير وادوات وكانت في البداية عدة مواد بسيطة تدرس للصف السادس الابتدائي والاعدادي فقط ونجحت الفكرة عندما وجدت من يرعاها ويهتم بها مثل المرحوم حمدي عبد اللطيف واستمرت وفي كل عام كانت المواد والمدرسين تتزايد واخذت فصول تقوية ميت ابو الكوم شهرة واسعة في كل القرى المحيطة بنا ثم توقف للاسف حوالي ثلاث سنوات عند وفاة الاستاذ حمدي عبد اللطيف عام 1982 م ثم بدأناها مرة اخرى وكنت انا المشرف العام عليها نظرا لوجود وقت لدي وفي حينها كنت عضو بجمعية النهضة واعتبرناها نشاطا اساسيا لخدمة المجتمع وهي كانت هكذا بالفعل فقد وصل عدد التلاميذ بالفصول الى 60 تلميذ نظرا لان زرقان وكفر زرقان وطوخ دلكا وكفر ميت ابو الكوم كان يأتي اولادها الينا فكانت كثافة التلاميذ في فصول التقوية صيفا اكثر من كثافة التلاميذ في المدرسة نفسها وانضم معظم الشباب في الجامعة لتدريس المواد التى يبرعون فيها واصبحت شيء لا يوصف فقد كنت اسعد ما يكون ان استمتع بمشاركتي في هذا كشيء مفيد للجميع ثم كانت هناك الحفلة الختامية لفصول التقوية والتى كنا نكرم فيها الاوائل وكان الكورال الموسيقي الذي يشدو باجمل الاغاني الوطنية مما يعطى روحا للحفلة وقد كنت مهتما في ذلك الوقت بالموسيقي والتصوير والحفلات وهي هواية قديمة لدي .      



ومن الطبيعي كما قلت ان تكون ذكرى تلك الفصول والكورال من اهم ذكريات الاجيال التى عايشتها فانا اذكر جيدا تلك اللحظات واذكر ايضا اخي الاستاذ مبروك قنبر واصدقائه مثل الاستاذ سعيد راضي والمهندس وائل ماضي والاستاذ عبد المقصود دهوس والاستاذ طايل الدسوقي وهم يدرسون بعض المواد اثناء دراستهم في الجامعة واتذكر كم كان الامر مهم لديهم وهم يستعدون للذهاب والمشاركة في فصول التقوية لا اخصهم بالذكر وانسى الكثيرين ولكن هؤلاء من رأيتهم يعدون كشاكيل تحضير كما لو كانوا مدرسين بالوزارة مثلما هم الان .

- كيف انتهت فصول التقوية الان ولم نعد نراها ؟
- من وجهة نظري انا اعتقد انه لم يعد يوجد شخص مخلص ومهتم لوجه الله فقط ليكون مشرفا عليها ويعيد فصول التقوية كما ان الدروس الخصوصية ووسائل التكنولوجيا الحديثة قد وفرت للتلاميذ الكثير مما جعلهم لا يرغبون فيها فانا قد سلمت تلك الفصول الى الشيخ رجب ماضي ليستمر هو كمشرفا عليها مدة خمس سنوات تقريبا ثم  توقفت وانتهت تماما بعدها 
- ولكونك الان سكرتير المدرسة الابتدائية حاليا والمشرف على فصول محو الامية فما رأيك فيما يحدث حولنا ؟
- طبعا شيء يحزن القلب فصول محو الامية تعمل منذ سنين واقبل البعض عليها وتعلم القراءة والكتابة الا انه للاسف مازالت هناك نسبة كبيرة ولا تهتم ولا تقبل وليس العيب عليهم بل على ابنائهم الذين تعلموا ويعرفون معنى القراءة والكتابة فقط ولا يدفعون اهاليهم اما عن الشباب حاليا فرغم بعض المواقف التى قد نراها وتحدث حولنا وما حدث منذ قيام الثورة والتطور التكونولوجي وايضا الغاء الضرب في المدارس وكسر هيبة المدرس امام التلميذ والذي دفع بدوره التلميذ الى التبجح امام مدرسه الا ان هناك شباب محترم ومثقف ويعي دوره ومسئولياته وانت امامي الان وكل جيلكم ومجموعتكم ولكم يسعدني وجودكم ووعيكم لمحاولة اصلاح اي عيب في المجتمع الصغير الذي نعيش فيه ولا تنسى ان جزء من شخصياتكم التى انتم عليها الان تشكلت تحت يد منذ ذكرتهم في بداية الحديث من اساتذة ومدرسين الجيل القديم الذي كان يضرب التلميذ ويرهبه لكي يتعلم وها هي النتيجة كل اجيالكم بخير وتسعى دائما للافضل وتعرف قيمة الادب والاحترام بين الناس .
قديما كنا ونحن نلعب الكرة في الشارع اذا ما شاهدنا استاذ لنا في اول الشارع نجرى سريعا لنختبئ حتى لا يرانا ونحن نلعب فكان هذا في منظورنا عيب ولا يجب عليه ان يرانا ونحن نلعب اما الان فكرة الاطفال تطير في وجوه الاساتذة وايضا في اجيالكم وانتم تتعلمون كان الاب يرهب الابن بان يقول له ساقول للمدرس انك فعلت كذا وكذا وكانت هي المصيبة التى  لايريد التلميذ منكم سماعها حتى لا يعاقب من استاذه وحتى لو كان مدرسا قد قست يده في ضرب احد التلاميذ ليعلمه كان الاب وكانت الام تقول له اضربه مرة اخرى حتى يتعلم 
ربما اجد من يعتبر وجهة نظري ليست سليمة الا ان الواقع الفعلي يقول ان تربية المدرسة هي افضل انواع التربية والذين تربوا عليها قديما هم الان متفوقون ومحترمون وواعون جيدا لكل شيء 
- من حافظة ذكرياتك نريد بعض الصور لعرضها على صفحات مدونة القرية ؟ 
- تفضل اختر ما تريد. 
وبالفعل اخترت بعض الصور من حافظة صور وذكريات الاستاذ ياسين حتى نرى وجوها قد غيرتها الايام وحتى نتذكر معها ايام مضت من حياتنا وما اجملها ايام .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق