احد اعلام قريتنا المحبوبين والمقربين لكل القلوب
تحقيق : م سمير قنبر
الاحد 23-12 -2012م
فضيلة الشيخ محمد يوسف متحدثا الينا
الاسم : محمد محمد محمود سالم يوسف
تاريخ الميلاد : 1-3-1946 م بقرية ميت ابو الكوم
النشأة : تربيت ونشأت وتلقنت اول درس في الدنيا على يد السيدة والدتي ثم عمي الحاج محمود جمعة ومن قبلهم وبعدهم الله سبحانه وتعالى
حفظ القرآن الكريم : حفظت القرآن وتلقنت اول حرف على يد سيدنا الشيخ ابراهيم السيسي في الاول والاخر ثم انتقلت من عنده الى سيدنا الشيخ محمد خليل كان مؤذن المسجد الكبير ثم سيدنا الشيخ عبد الهادي حجازي ثم سيدنا الشيخ محمد الباجوري بقرية كفر زرقان ثم العودة مرة اخري للشيخ ابراهيم السيسي عام 1958 م وراجع لنا القرآن الكريم فضيلة الشيخ محمد زين العابدين عبد الغفار امام المسجد الكبير بالقرية في حينها
الالتحاق بالازهر الشريف : التحقت بالازهر الشريف عام 1961 م درست 4 سنوات اعدادي ثم 5 سنوات ثانوي بمعهد منوف الازهري ثم التحقت بكلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة بالقاهرة وتخرجت عام 1974 م وكان عدد الطلاب في القسم 67 طالب فقط وبعد التخرج تم تعيني في مجال الدعوة كامام وخطيب ولكني رفضت وكنت اتمني ان اعمل في مجالي التخصصي وهو تدريس العقيدة والفلسفة ورفضت التعيين واستخدمت علاقتي كاحد ابناء قرية ميت ابو الكوم بالرئيس الراحل انور السادات فارسل معي احد الافراد من رئاسة الجمهورية ولكن وزير الاوقاف عبد العزيز كامل محمود قال بالنص حتى لو عينت ال 66 طالب في مجال التدريس لن اترك محمد يوسف حتى يعين في مجال الدعوة
ماذا كانت علاقتك بالرئيس انور السادات وقد كان رئيس الجمهورية وانت طالب تدرس بالجامعة ؟
لم تكن هناك علاقة مباشرة بالرئيس ولكنه كان عطوف على اهل قريته ولا انسى ما حييت ان موقفا معينا تسببت فيه انا هو ما جعل الرئيس يخصص مبالغ مالية ثابتة تصرف لطلبة الجامعة بشكل شهري
لم يكن في تلك الفترة طلبة بالجامعة سوي 6 طلبة فقط 3 طلاب بالازهر كنت انا احدهم و3 طلاب بالجامعات العامة واذكر هذا الموقف جيدا فالرئيس الراحل كان قد ارسل مبلغا من المال لامام المسجد الكبير كي يوزعه على الفقراء ولكن امام المسجد بعد ان رصد كشفا به الاسماء والمبالغ التى وزعت عليهم امسك بالميكروفون وبدء في اذاعة الاسم والمبلغ الذي سيرسل اليه فتحركت نفسي وذهبت سريعا اليه وصحت فيه عاليا
ولكن الامام قال هذا المبلغ من الرئيس وامر بتوزيعه على الفقراء وكيف ترفع صوتك علي اذهب من هنا ثم سبني انا وكل الطلبة فلم اتحمل فسبته هو والرئيس وكان الميكروفون مفتوحا اي ان كل القرية قد استمعت لما حدث بما فيهم الرئيس نفسه وهو جالسا في حديقه منزله وعندما اشتكى الامام للرئيس نهره بعنف وقال له لقد استفززته اولا وامر بجمع كل طلبة الجامعة ورصد مبلغ 5 جنيه لكل طالب بشكل شهري مساعدة له
لقد كان كريما ومحبا للفقراء والفلاحين اللهم ارحمه واغفر له
مجال الدعوة:
كان اول تعيين في شبين الكوم بالمسجد العباسي لمدة شهرين ثم مسجد العراقي بكفر زرقان لمدة 3 اشهر ثم زاوية بمم لمدة 6 سنوات وشهرين وبعدها انتقلت لمسجد سيدى حسن الكومي الوفائي بميت ابو الكوم حتى خرجت للمعاش في سن ال60 عام بتاريخ 1-3-2006 م
التصوف في حب الله واولياؤه:
اول من وجهني لاتباع الطرق الصوفية هي الفاضلة والدتي والتى كانت تعتقد كثيرا في اولياء الله الصالحين والاشراف وهي من اخذتني لاتعرف اول مرة على عمي الحاج محمود جمعة وقد كنت صغيرا ثم انغمست كثيرا واتبعت الطريقة الخليلية في التصوف وصرت تلميذا ل عمي الشيخ محمود جمعة فقد كان شيخا جليلا وكريما وبصيرا انا والشيخ محمد عبد المؤمن ومن كرمه انه كان دائما ما يمسك بايدينا ويوجهنا نحو الاعتقاد والايمان بفضل وكرامات الائمة الاطهار ويحضرني موقف وهو عندما كنت انا والشيخ محمد عبد المؤمن مقبلين على الامتحان النهائي في السنة النهائية بالكلية ولم يبقي سوي ايام وكنا نحي زكري الامام الحسين وقضينا الليلة الكريمة كلها بجواره نذكر الله وبقي هو كل عدة ساعات يذكرنا بالامتحان كي ننصرف للاستذكار والمراجعة ولكننا رفضا وبقينا جواره وفي الليلة الكبيرة وقبل انصرافنا بدقائق اخذنا من ايدينا وتوجهنا الى مقام سيدنا الحسين ثم قال يا سيدنا وحفيد سيدنا والله اني اعتقد واثق فيكم فلا تخذلوا ابنائي في امتحاناتهم ثم انصرفنا والسعادة والثقة تملائنا بعد ان انهينا الامتحان بعدة ايام كان لقاؤنا بعمي الشيخ محمود جمعة وقبل ظهور النتيجة بايام بشرني بالنجاح قائلا لقد رأيتكم في منامي ناجحين ويوم ظهور النتيجة لم اذهب مسرعا كما يفعل الجميع بل انتظرت احد اصدقائي ليبلغني بالنجاح الذي كنت اتوقعه وقلبي مطمئن كثيرا لكلمات عمي الشيخ محمود ومن هنا ازداد اعتقادي بحبي لاولياء الله الصالحين وكراماتهم
ماذا تقول في الخلافات الكثيرة التى ظهرت وبالذات من الشباب المثقف في القرية حول الاعتقاد في اولياء الله والتوسل اليهم والتبرك بهم ؟ وحول وجود مقام سيدي حسن الكومي ملحقا بالمسجد المسمى على اسمه والذي كنت امامه لاكثر من عشرون عام؟
الاعتقاد في كرامات اولياء الله الصالحين يخص كل شخص ولا يمكن فرضه عليه فمن لديه الاستعداد للاعتقاد سيكون سعيدا بالتودد اليهم متقربا الى الله ومن ليس لديه الاستعداد فليس هناك اجبار او مناقشة فهذا شيء يخص كل شخص ونفسيته وانا شخصيا على المنبر كداعية اسلامي انصح وارشد واوجهه نحو الدين كما قال الله ورسوله اما التصوف فيكون بعيدا عن المنبر فيما بين الناس فقط
ما هو تعليقك على العادات والتقاليد الجيدة والتى كانت موجودة قديما في قريتنا وايضا العادات السيئة والتى اضاعت الحقوق وخلقت الكره والحقد بين ابناء العمومة ؟
قلة الحيلة والفقر والجهل وقلة التعليم والابتعاد عن الله ورسوله كان يخلق حالات فردية تتغير فيها النفوس للاسوء بسبب المادة واحب ان اقول كلمة هنا قالها لي عمي الشيخ محمود جمعة تخص المادة تحديدا عندما قال لي " القرش ما تعملوش حساب " اي ان المادة بالنسبة لكل متصوف لا تعد ولا يبحث عنها كي لا تسيطر على نفسه
نصيحة منك للائمة الجدد الشباب الحاليين ؟
ربنا يوفقهم لطريق الصواب دائما
لاحظنا جميعا انك تتجه الى الفلسفة اكثر من الدعوة الصرف حتى وان كنت واقفا على المنبر ؟
انا مثلي مثل كل امام وداعية يلجأ اليه الناس في حل مشاكلهم وخصوصا المشكلات الزوجية والاحوال الشخصية وانا احد الائمة الذين يتبعون فكر فقه الواقع فليست المشكلات متساوية او متشابهه وهنا اعتمد على معرفتي في حل المشكلات مستخدما واقع المشكلة في حد ذاتها
عرفنا جميعا وغمرتنا السعادة عند حصولكم على الامام المثالي على مستوى محافظة المنوفية والجمهورية ايضا ؟
اوقاف المنوفية في كل عام ترشح عدد من الائمة للحصول على شرف الامام المثالي على مستوى المحافظة وعلى مستوى الجمهورية وفي عام 2004 م تم اختياري انا واثنين اخرين على مستوى المحافظة وتم عقد اختبارات وبفضل الله اجتزتها كلها وحصلت على الامام المثالي على مستوى المحافظة وكانت الجائزة رحلة عمرة على نفقة الاوقاف وقبلها بعدة اعوام حصلت على الامام المثالي على مستوى الجمهورية وكانت الجائزة رحلة حج على نفقة الاوقاف
مواقف أثرت في حياتكم
الموقف الاول
عندما كنت في الصف الثاني الاعدادي بمعهد منوف الازهري كان هناك احد اساتذتنا اسمه شامة مدرس اللغة العربية وكان المعروف عنه انه لايقبل بدخول اي طالب متأخر بعد دخوله الفصل وكنت انا والحمد لله لتفوقي رائد الفصل الاول عندما تم تطبيقها في الازهر مثل المدارس وفي يوم من الايام تأخر القطار عن موعده فوصل اكثر من 30 طالب بفصلي متأخر ولم يحضر سوى 27 طالب فقط وبعد ان كتبنا الاسماء في دفتر الغياب وكان اسمه البلاغ في حينها علمت ان الطلبة المتأخرون حضروا وقد فتح لهم البوابة الشيخ حمزة الجبالي بنفسه شيخ المعهد فطلبت ان نفتح الباب لدخولهم ولكنه رفض تماما فوقفت امامه تأخذني العظمة كرائد فصل حرصا على زملائي وخيل لي في حينها ان الرؤوس تساوت فجاء على اثر الصوت الشيخ عبد الحفيظ سليمه وكان حريص على مصلحة الطالب بشكل غريب رحمه الله وطلب من الشيخ شامة ان يدخل الطلبة فرفض الشيخ شامة واعترض على الموقف وقدم طلب للنقل الى القاهرة وتم بالفعل النقل وجاء بديلا له الشيخ محمد بشادي وكان رحمة الله عليه استاذ فاضل ومرت السنين حتى كنت في الفرقة الثانية بالكلية وجدت الاستاذ الدكتور شامة وقد اصبح مدرسا بالجامعة بعد حصوله على دكتوراه من المانيا ورغم كل هذه السنوات لم ينسي فعندما نظر لكل الطلاب توقف بعينه علي وناداني وقبل ان يتكلم قلت " عفا الله عما سلف " فقال قل القوانين
قلت بعد ان يدخل الاستاذ الدكتور لا يدخل بعده احد من الطلبة مهما حدث
ومرت الايام حتى جاء الامتحان النهائي في المادة التى يدرسها لنا وبمجرد توزيع ورقة الاجابة والاسئلة وجدته وقف فوق رأسي قائلا "محمد يوسف اطلع بره انت كنت بتغشش الطلبة بجوارك " اصدقك القول اخذت الطريق بعد خروجي من اللجنة من الدراسة وحتى مسجد سيدنا الحسين وانا ابكي اشد البكاء ودخلت على مقام مولانا الحسين قلت له اذا كان يرضيك انا موافق واذا كان لا يرضيك اشوف بيان وطبعا اولياؤنا ليسوا تحت امرنا وكان من الدائم ان المرحوم كمال الصاوي هو من كان يري النتائج ويحضرها لنا فوجده يخبرني اني سقطت في مادتين مادة الشيخ شامة ومادة ثورة 23 يوليو ومرت السنة واصبحت في الفرقة الثالثة ثم هاتفتني نفسي ان اذهب الى محاضرات الفرقة الثانية لاري الشيخ شامة وهو يحاضر وكانت لدينا كتيب اسمه العلمانية والاسلام وكانت كلماته دقيقة للدكتور محمد البهي ومن ضمن كلماته يقول ان الجن هو ما غاب عن عينك اما الشيخ شامة فسرها قائلا ان كل ما غاب عن عينك فهو جن فهاجت الطلبة بالفصل قائلين كيف يكون ذلك "لم نرى الله" لم نري الكعبة " ابي مات ولم اره " فكيف يكون ذلك وتحت عنفوان النقاش والرفض صاح قائلا لا يوجد جن وحتى يومنا هذا مازال مصر على رأيه رغم وجود آيات قرانية تقول" وما خلقنا الجن والانس الا ليعبدون " وسورة الجن وغيرها فالتسليم بوجود الجن جزء من العقيدة لم اذب خبرا وذهبت سريعا الى الدكتور عبد الحليم محمود عميد الكلية واستاذ الفلسفة رحمة الله عليه كان يدخل الى مقام سيدنا الحسين الساعة 9.05 ويخرج 10.05 وتتهافت عليه الناس ليقبلوا يده وعندما وصلت الى مكتب سيدنا الشيخ عبد الحليم محمود منعني العامل جالسا امام المكتب فتجاذبت معه الحديث قليلا ثم انطلقت فاتحا الباب بجسدي كاملا فاخذت البارفان في طريقي فسقط على الارض فوجدت وكأن هناك انعقاد لمجلس الكلية
ا.د عبد الحليم محمود عميد الكلية
الشيخ علي جبر استاذ التوحيد والمنطق
الشيخ عبد الوهاب غزلان
الشيخ سيد احمد الاحول
الشيخ عوض الله حجازي
فقال الدكتور عبد الحليم محمود " فيه ايه يا ولد "
فقلت الدكتور شامة يقول انه لا وجود للجن
وكان الدكتور شامة في ظهري ما ان دخل حتى قال له الدكتور عبد الحليم ما هذا يا شامة وكان من الممكن ان ينكر الا انه اصر على موقفه وقال نعم لا يوجد جن
فقال الشيخ عبد الحليم اخرج انت موجها الكلام لي
وتم انعقاد مجلس الكلية فورا وحكموا بكفره واعفاءه من تدريس المادة لهذا العام ووقفه عن العمل واستطعت النجاح في مادته رغم انه قرر ثلاثة اسئلة تقريبا بمعني واحد واستطعت ايضا كتابة الاجابة بنفس الشكل الملتوي
الموقف الثاني
عندما توفي الحاج عبد المنعم ماضي وتم ابلاغي ذهبت الى بيتهم فوجدت عمي الشيخ فتحي ماضي جالسا وقد نادى علي لسؤالي في امر ما يخص الميراث وقال ما رأيك في قائمة التوريث تلك فقلت ان بها بعض الخلل فرد قائلا ان الشيخ احمد الصاوي هو من اعدها وقد كان من كبار القرية ومن اصحاب الرأي والتقدير لدي الناس فقلت هذه وجهة نظره ام وجهة نظري انا فهي تمثل الشرع كما تعلمناه ورد عمي فتحي قائلا اني احترم الشخص المتعلم في قريتنا واضعه على رأسي ما دام يستخدم علمه في منفعه الناس وصار لي في قلبه احترام شديد وتقدير حتى وفاته رحمه الله
الموقف الثالث
كنت في الصف الاول الثانوي وكنت جالسا وسط المرحوم حمدي عبد اللطيف والمهندس عبد العزيز ماضي نلعب الطاولة وكانوا يكبروني سنا وكانوا بالصف الثالث الثانوي عام قسم علمي وكانوا يتحدثون عن الكيمياء وتحديدا عن كيفية تحضير الاكسجين في المعمل فتحدث عبد العزيز قائلا يتم تحضير الاكسجين يد2 ا + كذا يتم تحرير الاكسجين فقلت تعليقا عليه لقد نسيت + ثاني اكسيد المنجيز بدرجة حرارة 27 لكي تكتمل المعادلة فرد عبد العزيز قائلا " دا حتى الفقها بقوا يفقهموا في الكيمياء " فكانت هذه الجملة هي التى جعلتني اصمم ان ادخل علمي في الثانوية العامة وبفضل الله تفوقت ونجحت من اول سنة دون اعادة او تحسين مجموع وكان لوقعها اثرا كبيرا في نفسي وعن علاقتي بهما فلم يحدث تقارب فعلي الا بعد التحاقنا بالجامعة في القاهرة واذكر موقفا طريفا يجمعني انا والاستاذ عبد الله غباري فالمرحوم حمدي عبد اللطيف بعد ان استلم عمله بعد التخرج من الجامعة كمدرس بمدرسة الزراعة كان يعد شربات مركز ووضع الحلة في غرفة التحضير فتجمع النمل عليها واصبحت لا تميز لون الشربات من كثرة النمل فقمت انا وعبد الله بتصفية الشربات من النمل وشربناها كلها ففوجئ حمدي بما حدث وعندما ثار علينا تعللنا بالنمل قائلين اننا شربناها بما فيها من نمل
كان هذا نص الحوار مع الشيخ محمد يوسف امام وخطيب مسجد سيدي حسن الكومي بميت ابو الكوم سابقا والامام المثالي على مستوى المحافظة والجمهورية واكثر الائمة الحاليين تأثيرا في مجتمع القرية والقري المجاورة وله في قلوب الناس من الحب ما لا يقدر والحب دائما ما يولد الثقة والاحترام وهذا ما يتمتع به الشيخ محمد يوسف في قلوب الناس جميعا فعلى مدار عمره كاملا لم يختلف شخصا على حبه واحترامه ورغم علمه وفلسفته البسيطة الا انه يتمتع بروح جميلة خفيفة بسيطة تجعلك لا تشبع او تمل من الجلوس معه والاستماع عليه فرغم اختلاف السن والعصر والمبادئ التى تربي عليها لديه دائما القبول لاستماع وجهات النظر وكلمات الشباب التى اصبحت مستحدثه تتجدد في كل يوم ولديه القابلية للجلوس مع اصغر الشباب والتناقش حول رأيه في امر ما حتى لو كان في الفقه والدين وهذا ليس رأي الشخصي بل رأي الكثيرين في قريتنا فالقبول الشخصي يبعث من عند الله تجاه الشخص ولا يولد او يصطنع فشيخنا الجليل محمد يوسف كان متخرجا حديثا من الجامعة وفي اول خطبة له بمسجد سيدي حسن الكومي عندما صعد المنبر نظر الى المصلين ليجد اثنين من اصدقائه وهم الاستاذ عبد الستارالصباغ والاستاذ عبد الله خليل وكانوا يكبرونه سنا بسنوات قليلة وعندما كانوا صغاركانت بينهم مواقف جميلة ومرحه وخصوصا عندما كانوا يلعبون كرة القدم في مركز شباب القرية القديم
فادار وجهه بعيدا عنهم حتى لا تتلاقي الأعين ويحدث ما لا يحمد عقباه وبعد ان انتهت الخطبة وظهر على كل الاوجه التقدير والحب والاحتفاء بابن قريتهم اقترب صديقيه منه امام القبلة وهو جالسا ولم ينطقا بحرف الا من الاحضان والبكاء الحار الذي عبر عن حبهم وتقديرهم لاحد اصدقائهم والذي برع واستطاع شد كل الاذهان له بعلمه وروعة خطابته رغم تخيلهم العكس
أراء حول الشيخ محمد يوسف
الاستاذ ياسين دهوس قائلا :
رجل محترم ورجل عالم متميز جدا وفي حاله ولا يختلف عليه اثنين في القرية وربي نفسه بنفسه
الاستاذ توفيق الصاوي قائلا:
رجل دين من الدرجة الاولي واكثر الائمة علما في القرية وله دور اجتماعي جيد وملحوظ
الاستاذ مبروك قنبر قائلا :
رجل عالم ومتصوف ومتزن ومؤدب يتميز بالهدوء وسطي لا يتشدد في امورالدين ولديه قدر كبير من الحياء
لارسال ما تريد نشره على الايميل sameerkounbar@gmail.com
تحقيق : م سمير قنبر
الاحد 23-12 -2012م
فضيلة الشيخ محمد يوسف متحدثا الينا
الاسم : محمد محمد محمود سالم يوسف
تاريخ الميلاد : 1-3-1946 م بقرية ميت ابو الكوم
النشأة : تربيت ونشأت وتلقنت اول درس في الدنيا على يد السيدة والدتي ثم عمي الحاج محمود جمعة ومن قبلهم وبعدهم الله سبحانه وتعالى
حفظ القرآن الكريم : حفظت القرآن وتلقنت اول حرف على يد سيدنا الشيخ ابراهيم السيسي في الاول والاخر ثم انتقلت من عنده الى سيدنا الشيخ محمد خليل كان مؤذن المسجد الكبير ثم سيدنا الشيخ عبد الهادي حجازي ثم سيدنا الشيخ محمد الباجوري بقرية كفر زرقان ثم العودة مرة اخري للشيخ ابراهيم السيسي عام 1958 م وراجع لنا القرآن الكريم فضيلة الشيخ محمد زين العابدين عبد الغفار امام المسجد الكبير بالقرية في حينها
الالتحاق بالازهر الشريف : التحقت بالازهر الشريف عام 1961 م درست 4 سنوات اعدادي ثم 5 سنوات ثانوي بمعهد منوف الازهري ثم التحقت بكلية أصول الدين قسم العقيدة والفلسفة بالقاهرة وتخرجت عام 1974 م وكان عدد الطلاب في القسم 67 طالب فقط وبعد التخرج تم تعيني في مجال الدعوة كامام وخطيب ولكني رفضت وكنت اتمني ان اعمل في مجالي التخصصي وهو تدريس العقيدة والفلسفة ورفضت التعيين واستخدمت علاقتي كاحد ابناء قرية ميت ابو الكوم بالرئيس الراحل انور السادات فارسل معي احد الافراد من رئاسة الجمهورية ولكن وزير الاوقاف عبد العزيز كامل محمود قال بالنص حتى لو عينت ال 66 طالب في مجال التدريس لن اترك محمد يوسف حتى يعين في مجال الدعوة
ماذا كانت علاقتك بالرئيس انور السادات وقد كان رئيس الجمهورية وانت طالب تدرس بالجامعة ؟
لم تكن هناك علاقة مباشرة بالرئيس ولكنه كان عطوف على اهل قريته ولا انسى ما حييت ان موقفا معينا تسببت فيه انا هو ما جعل الرئيس يخصص مبالغ مالية ثابتة تصرف لطلبة الجامعة بشكل شهري
لم يكن في تلك الفترة طلبة بالجامعة سوي 6 طلبة فقط 3 طلاب بالازهر كنت انا احدهم و3 طلاب بالجامعات العامة واذكر هذا الموقف جيدا فالرئيس الراحل كان قد ارسل مبلغا من المال لامام المسجد الكبير كي يوزعه على الفقراء ولكن امام المسجد بعد ان رصد كشفا به الاسماء والمبالغ التى وزعت عليهم امسك بالميكروفون وبدء في اذاعة الاسم والمبلغ الذي سيرسل اليه فتحركت نفسي وذهبت سريعا اليه وصحت فيه عاليا
ولكن الامام قال هذا المبلغ من الرئيس وامر بتوزيعه على الفقراء وكيف ترفع صوتك علي اذهب من هنا ثم سبني انا وكل الطلبة فلم اتحمل فسبته هو والرئيس وكان الميكروفون مفتوحا اي ان كل القرية قد استمعت لما حدث بما فيهم الرئيس نفسه وهو جالسا في حديقه منزله وعندما اشتكى الامام للرئيس نهره بعنف وقال له لقد استفززته اولا وامر بجمع كل طلبة الجامعة ورصد مبلغ 5 جنيه لكل طالب بشكل شهري مساعدة له
لقد كان كريما ومحبا للفقراء والفلاحين اللهم ارحمه واغفر له
مجال الدعوة:
كان اول تعيين في شبين الكوم بالمسجد العباسي لمدة شهرين ثم مسجد العراقي بكفر زرقان لمدة 3 اشهر ثم زاوية بمم لمدة 6 سنوات وشهرين وبعدها انتقلت لمسجد سيدى حسن الكومي الوفائي بميت ابو الكوم حتى خرجت للمعاش في سن ال60 عام بتاريخ 1-3-2006 م
التصوف في حب الله واولياؤه:
اول من وجهني لاتباع الطرق الصوفية هي الفاضلة والدتي والتى كانت تعتقد كثيرا في اولياء الله الصالحين والاشراف وهي من اخذتني لاتعرف اول مرة على عمي الحاج محمود جمعة وقد كنت صغيرا ثم انغمست كثيرا واتبعت الطريقة الخليلية في التصوف وصرت تلميذا ل عمي الشيخ محمود جمعة فقد كان شيخا جليلا وكريما وبصيرا انا والشيخ محمد عبد المؤمن ومن كرمه انه كان دائما ما يمسك بايدينا ويوجهنا نحو الاعتقاد والايمان بفضل وكرامات الائمة الاطهار ويحضرني موقف وهو عندما كنت انا والشيخ محمد عبد المؤمن مقبلين على الامتحان النهائي في السنة النهائية بالكلية ولم يبقي سوي ايام وكنا نحي زكري الامام الحسين وقضينا الليلة الكريمة كلها بجواره نذكر الله وبقي هو كل عدة ساعات يذكرنا بالامتحان كي ننصرف للاستذكار والمراجعة ولكننا رفضا وبقينا جواره وفي الليلة الكبيرة وقبل انصرافنا بدقائق اخذنا من ايدينا وتوجهنا الى مقام سيدنا الحسين ثم قال يا سيدنا وحفيد سيدنا والله اني اعتقد واثق فيكم فلا تخذلوا ابنائي في امتحاناتهم ثم انصرفنا والسعادة والثقة تملائنا بعد ان انهينا الامتحان بعدة ايام كان لقاؤنا بعمي الشيخ محمود جمعة وقبل ظهور النتيجة بايام بشرني بالنجاح قائلا لقد رأيتكم في منامي ناجحين ويوم ظهور النتيجة لم اذهب مسرعا كما يفعل الجميع بل انتظرت احد اصدقائي ليبلغني بالنجاح الذي كنت اتوقعه وقلبي مطمئن كثيرا لكلمات عمي الشيخ محمود ومن هنا ازداد اعتقادي بحبي لاولياء الله الصالحين وكراماتهم
ماذا تقول في الخلافات الكثيرة التى ظهرت وبالذات من الشباب المثقف في القرية حول الاعتقاد في اولياء الله والتوسل اليهم والتبرك بهم ؟ وحول وجود مقام سيدي حسن الكومي ملحقا بالمسجد المسمى على اسمه والذي كنت امامه لاكثر من عشرون عام؟
الاعتقاد في كرامات اولياء الله الصالحين يخص كل شخص ولا يمكن فرضه عليه فمن لديه الاستعداد للاعتقاد سيكون سعيدا بالتودد اليهم متقربا الى الله ومن ليس لديه الاستعداد فليس هناك اجبار او مناقشة فهذا شيء يخص كل شخص ونفسيته وانا شخصيا على المنبر كداعية اسلامي انصح وارشد واوجهه نحو الدين كما قال الله ورسوله اما التصوف فيكون بعيدا عن المنبر فيما بين الناس فقط
ما هو تعليقك على العادات والتقاليد الجيدة والتى كانت موجودة قديما في قريتنا وايضا العادات السيئة والتى اضاعت الحقوق وخلقت الكره والحقد بين ابناء العمومة ؟
قلة الحيلة والفقر والجهل وقلة التعليم والابتعاد عن الله ورسوله كان يخلق حالات فردية تتغير فيها النفوس للاسوء بسبب المادة واحب ان اقول كلمة هنا قالها لي عمي الشيخ محمود جمعة تخص المادة تحديدا عندما قال لي " القرش ما تعملوش حساب " اي ان المادة بالنسبة لكل متصوف لا تعد ولا يبحث عنها كي لا تسيطر على نفسه
نصيحة منك للائمة الجدد الشباب الحاليين ؟
ربنا يوفقهم لطريق الصواب دائما
لاحظنا جميعا انك تتجه الى الفلسفة اكثر من الدعوة الصرف حتى وان كنت واقفا على المنبر ؟
انا مثلي مثل كل امام وداعية يلجأ اليه الناس في حل مشاكلهم وخصوصا المشكلات الزوجية والاحوال الشخصية وانا احد الائمة الذين يتبعون فكر فقه الواقع فليست المشكلات متساوية او متشابهه وهنا اعتمد على معرفتي في حل المشكلات مستخدما واقع المشكلة في حد ذاتها
عرفنا جميعا وغمرتنا السعادة عند حصولكم على الامام المثالي على مستوى محافظة المنوفية والجمهورية ايضا ؟
اوقاف المنوفية في كل عام ترشح عدد من الائمة للحصول على شرف الامام المثالي على مستوى المحافظة وعلى مستوى الجمهورية وفي عام 2004 م تم اختياري انا واثنين اخرين على مستوى المحافظة وتم عقد اختبارات وبفضل الله اجتزتها كلها وحصلت على الامام المثالي على مستوى المحافظة وكانت الجائزة رحلة عمرة على نفقة الاوقاف وقبلها بعدة اعوام حصلت على الامام المثالي على مستوى الجمهورية وكانت الجائزة رحلة حج على نفقة الاوقاف
مواقف أثرت في حياتكم
الموقف الاول
عندما كنت في الصف الثاني الاعدادي بمعهد منوف الازهري كان هناك احد اساتذتنا اسمه شامة مدرس اللغة العربية وكان المعروف عنه انه لايقبل بدخول اي طالب متأخر بعد دخوله الفصل وكنت انا والحمد لله لتفوقي رائد الفصل الاول عندما تم تطبيقها في الازهر مثل المدارس وفي يوم من الايام تأخر القطار عن موعده فوصل اكثر من 30 طالب بفصلي متأخر ولم يحضر سوى 27 طالب فقط وبعد ان كتبنا الاسماء في دفتر الغياب وكان اسمه البلاغ في حينها علمت ان الطلبة المتأخرون حضروا وقد فتح لهم البوابة الشيخ حمزة الجبالي بنفسه شيخ المعهد فطلبت ان نفتح الباب لدخولهم ولكنه رفض تماما فوقفت امامه تأخذني العظمة كرائد فصل حرصا على زملائي وخيل لي في حينها ان الرؤوس تساوت فجاء على اثر الصوت الشيخ عبد الحفيظ سليمه وكان حريص على مصلحة الطالب بشكل غريب رحمه الله وطلب من الشيخ شامة ان يدخل الطلبة فرفض الشيخ شامة واعترض على الموقف وقدم طلب للنقل الى القاهرة وتم بالفعل النقل وجاء بديلا له الشيخ محمد بشادي وكان رحمة الله عليه استاذ فاضل ومرت السنين حتى كنت في الفرقة الثانية بالكلية وجدت الاستاذ الدكتور شامة وقد اصبح مدرسا بالجامعة بعد حصوله على دكتوراه من المانيا ورغم كل هذه السنوات لم ينسي فعندما نظر لكل الطلاب توقف بعينه علي وناداني وقبل ان يتكلم قلت " عفا الله عما سلف " فقال قل القوانين
قلت بعد ان يدخل الاستاذ الدكتور لا يدخل بعده احد من الطلبة مهما حدث
ومرت الايام حتى جاء الامتحان النهائي في المادة التى يدرسها لنا وبمجرد توزيع ورقة الاجابة والاسئلة وجدته وقف فوق رأسي قائلا "محمد يوسف اطلع بره انت كنت بتغشش الطلبة بجوارك " اصدقك القول اخذت الطريق بعد خروجي من اللجنة من الدراسة وحتى مسجد سيدنا الحسين وانا ابكي اشد البكاء ودخلت على مقام مولانا الحسين قلت له اذا كان يرضيك انا موافق واذا كان لا يرضيك اشوف بيان وطبعا اولياؤنا ليسوا تحت امرنا وكان من الدائم ان المرحوم كمال الصاوي هو من كان يري النتائج ويحضرها لنا فوجده يخبرني اني سقطت في مادتين مادة الشيخ شامة ومادة ثورة 23 يوليو ومرت السنة واصبحت في الفرقة الثالثة ثم هاتفتني نفسي ان اذهب الى محاضرات الفرقة الثانية لاري الشيخ شامة وهو يحاضر وكانت لدينا كتيب اسمه العلمانية والاسلام وكانت كلماته دقيقة للدكتور محمد البهي ومن ضمن كلماته يقول ان الجن هو ما غاب عن عينك اما الشيخ شامة فسرها قائلا ان كل ما غاب عن عينك فهو جن فهاجت الطلبة بالفصل قائلين كيف يكون ذلك "لم نرى الله" لم نري الكعبة " ابي مات ولم اره " فكيف يكون ذلك وتحت عنفوان النقاش والرفض صاح قائلا لا يوجد جن وحتى يومنا هذا مازال مصر على رأيه رغم وجود آيات قرانية تقول" وما خلقنا الجن والانس الا ليعبدون " وسورة الجن وغيرها فالتسليم بوجود الجن جزء من العقيدة لم اذب خبرا وذهبت سريعا الى الدكتور عبد الحليم محمود عميد الكلية واستاذ الفلسفة رحمة الله عليه كان يدخل الى مقام سيدنا الحسين الساعة 9.05 ويخرج 10.05 وتتهافت عليه الناس ليقبلوا يده وعندما وصلت الى مكتب سيدنا الشيخ عبد الحليم محمود منعني العامل جالسا امام المكتب فتجاذبت معه الحديث قليلا ثم انطلقت فاتحا الباب بجسدي كاملا فاخذت البارفان في طريقي فسقط على الارض فوجدت وكأن هناك انعقاد لمجلس الكلية
ا.د عبد الحليم محمود عميد الكلية
الشيخ علي جبر استاذ التوحيد والمنطق
الشيخ عبد الوهاب غزلان
الشيخ سيد احمد الاحول
الشيخ عوض الله حجازي
فقال الدكتور عبد الحليم محمود " فيه ايه يا ولد "
فقلت الدكتور شامة يقول انه لا وجود للجن
وكان الدكتور شامة في ظهري ما ان دخل حتى قال له الدكتور عبد الحليم ما هذا يا شامة وكان من الممكن ان ينكر الا انه اصر على موقفه وقال نعم لا يوجد جن
فقال الشيخ عبد الحليم اخرج انت موجها الكلام لي
وتم انعقاد مجلس الكلية فورا وحكموا بكفره واعفاءه من تدريس المادة لهذا العام ووقفه عن العمل واستطعت النجاح في مادته رغم انه قرر ثلاثة اسئلة تقريبا بمعني واحد واستطعت ايضا كتابة الاجابة بنفس الشكل الملتوي
الموقف الثاني
عندما توفي الحاج عبد المنعم ماضي وتم ابلاغي ذهبت الى بيتهم فوجدت عمي الشيخ فتحي ماضي جالسا وقد نادى علي لسؤالي في امر ما يخص الميراث وقال ما رأيك في قائمة التوريث تلك فقلت ان بها بعض الخلل فرد قائلا ان الشيخ احمد الصاوي هو من اعدها وقد كان من كبار القرية ومن اصحاب الرأي والتقدير لدي الناس فقلت هذه وجهة نظره ام وجهة نظري انا فهي تمثل الشرع كما تعلمناه ورد عمي فتحي قائلا اني احترم الشخص المتعلم في قريتنا واضعه على رأسي ما دام يستخدم علمه في منفعه الناس وصار لي في قلبه احترام شديد وتقدير حتى وفاته رحمه الله
الموقف الثالث
كنت في الصف الاول الثانوي وكنت جالسا وسط المرحوم حمدي عبد اللطيف والمهندس عبد العزيز ماضي نلعب الطاولة وكانوا يكبروني سنا وكانوا بالصف الثالث الثانوي عام قسم علمي وكانوا يتحدثون عن الكيمياء وتحديدا عن كيفية تحضير الاكسجين في المعمل فتحدث عبد العزيز قائلا يتم تحضير الاكسجين يد2 ا + كذا يتم تحرير الاكسجين فقلت تعليقا عليه لقد نسيت + ثاني اكسيد المنجيز بدرجة حرارة 27 لكي تكتمل المعادلة فرد عبد العزيز قائلا " دا حتى الفقها بقوا يفقهموا في الكيمياء " فكانت هذه الجملة هي التى جعلتني اصمم ان ادخل علمي في الثانوية العامة وبفضل الله تفوقت ونجحت من اول سنة دون اعادة او تحسين مجموع وكان لوقعها اثرا كبيرا في نفسي وعن علاقتي بهما فلم يحدث تقارب فعلي الا بعد التحاقنا بالجامعة في القاهرة واذكر موقفا طريفا يجمعني انا والاستاذ عبد الله غباري فالمرحوم حمدي عبد اللطيف بعد ان استلم عمله بعد التخرج من الجامعة كمدرس بمدرسة الزراعة كان يعد شربات مركز ووضع الحلة في غرفة التحضير فتجمع النمل عليها واصبحت لا تميز لون الشربات من كثرة النمل فقمت انا وعبد الله بتصفية الشربات من النمل وشربناها كلها ففوجئ حمدي بما حدث وعندما ثار علينا تعللنا بالنمل قائلين اننا شربناها بما فيها من نمل
كان هذا نص الحوار مع الشيخ محمد يوسف امام وخطيب مسجد سيدي حسن الكومي بميت ابو الكوم سابقا والامام المثالي على مستوى المحافظة والجمهورية واكثر الائمة الحاليين تأثيرا في مجتمع القرية والقري المجاورة وله في قلوب الناس من الحب ما لا يقدر والحب دائما ما يولد الثقة والاحترام وهذا ما يتمتع به الشيخ محمد يوسف في قلوب الناس جميعا فعلى مدار عمره كاملا لم يختلف شخصا على حبه واحترامه ورغم علمه وفلسفته البسيطة الا انه يتمتع بروح جميلة خفيفة بسيطة تجعلك لا تشبع او تمل من الجلوس معه والاستماع عليه فرغم اختلاف السن والعصر والمبادئ التى تربي عليها لديه دائما القبول لاستماع وجهات النظر وكلمات الشباب التى اصبحت مستحدثه تتجدد في كل يوم ولديه القابلية للجلوس مع اصغر الشباب والتناقش حول رأيه في امر ما حتى لو كان في الفقه والدين وهذا ليس رأي الشخصي بل رأي الكثيرين في قريتنا فالقبول الشخصي يبعث من عند الله تجاه الشخص ولا يولد او يصطنع فشيخنا الجليل محمد يوسف كان متخرجا حديثا من الجامعة وفي اول خطبة له بمسجد سيدي حسن الكومي عندما صعد المنبر نظر الى المصلين ليجد اثنين من اصدقائه وهم الاستاذ عبد الستارالصباغ والاستاذ عبد الله خليل وكانوا يكبرونه سنا بسنوات قليلة وعندما كانوا صغاركانت بينهم مواقف جميلة ومرحه وخصوصا عندما كانوا يلعبون كرة القدم في مركز شباب القرية القديم
فادار وجهه بعيدا عنهم حتى لا تتلاقي الأعين ويحدث ما لا يحمد عقباه وبعد ان انتهت الخطبة وظهر على كل الاوجه التقدير والحب والاحتفاء بابن قريتهم اقترب صديقيه منه امام القبلة وهو جالسا ولم ينطقا بحرف الا من الاحضان والبكاء الحار الذي عبر عن حبهم وتقديرهم لاحد اصدقائهم والذي برع واستطاع شد كل الاذهان له بعلمه وروعة خطابته رغم تخيلهم العكس
أراء حول الشيخ محمد يوسف
الاستاذ ياسين دهوس قائلا :
رجل محترم ورجل عالم متميز جدا وفي حاله ولا يختلف عليه اثنين في القرية وربي نفسه بنفسه
الاستاذ توفيق الصاوي قائلا:
رجل دين من الدرجة الاولي واكثر الائمة علما في القرية وله دور اجتماعي جيد وملحوظ
الاستاذ مبروك قنبر قائلا :
رجل عالم ومتصوف ومتزن ومؤدب يتميز بالهدوء وسطي لا يتشدد في امورالدين ولديه قدر كبير من الحياء
لارسال ما تريد نشره على الايميل sameerkounbar@gmail.com
علق المهندس وائل ماضي قائلا
ردحذفيا سلام..من أحب الشخصيات الى قلبى بالقرية مع الرغم من وجود اختلاف في بعض وجهات النظر ولكن هذا الرجل يجيد ويتحلى بأدب الخلاف وأعتقد أنه يحمل نفس الود المتبادل للجميع
هو هدى الله لتفسير لنا هدى الله
ردحذفبارك الله لنا فيه وأطال فى عمره العالمه الكبير مولايا الشيخ محمد